هام من القس فيلوباتير جميل
حضرة صاحب النيافة …. لا يحل لك
تلك الكلمة التي قالها اعظم مواليد النساء بشهادة المسيح له المجد ودفع ثمنها حياته وراسه صارت مهرا على طبق !!! ولعل سائل يسـأل ماذا استفاد المعمدان حيث فقد حياته وتزوج الملك من أراد الزواج منها ؟!!! اقول للكل انه كسب احترامه لنفسه واحترام الاخرين له وصار العالم كله يحترمه بكونه رجلاً وقف بمفرده ضد تيار جارف وصار اول شهيد ليس من اجل الايمان ولا من اجل العقيدة ولا من اجل العفة بل هو اول شهيد من اجل كلمة حق قالها وقدم حياته ثمناً لها !!!
أتى على ذهني هذا الموقف وانا ارى بعيني حضرة صاحب النيافة الأنبا ارميا وهو متأبطا المرشد العام وداخلاً للعزاء مندوباً عن الكنيسة – او هكذا تم تصوير المشهد اعلامياً- والكنيسة لم تنفي ذلك !!! فقررت ان اكتب كلماتي هذه كرسالة للتاريخ وليكن ما يكون حتى وان لم تغير من الواقع شيء !!!
يعيش الأقباط فترة هي الأصعب في تاريخهم بعد الغزو العربي في القرن السابع …فقد استخدم النظام السابق. الملف القبطي وحقوق الأقباط أسوأ استخدام الامر الذى عانى منه الأقباط خلال مطلع القرن الحادي والعشرون وحتى قيام الثورة المصرية …. فمنذ ان قرر الرئيس السابق اعتبار عيد الميلاد المجيد عيداً قومياً يحتفل به كل المصريين الا ان المتطرفين أبوا ألا يمر هذ الاحتفال إلا وتكون الكوارث بدات بالكشح وانتهت بمذبحة كنيسة القديسين مروراً بمذبحة نجع حمادي …. ولا يمكن ان ننسى ان المتشدقون بعدل الرئيس السابق في التعامل مع الأقباط كانوا يذكرون هذا القرار وكانه المؤشر الواضح على النعيم الذي يعيش فيه الأقباط في ظل نظام الحزب الوطني !!!!
ثم أتت الثورة المصرية واستبشر فيها الأقباط خيراً لعلها تحمل التعويض الذي يستحقونه عن سنين طويلة أكلتها الجراد وشارك الأقباط في الثورة المصرية رغم رفض القيادات الكنسية وتحدوا ولأول مرة قيادات الكنيسة … حتى تحقق لهم ولاخوانهم في الوطن الهدف الذي خرجوا من اجله وسقط الرئيس وسقط النظام بل وشاهدنا باعيننا عقاب الله على كل جرائمه هو ووزير داخليته في هذه السنوات الاخيرة حبيب العادلي …. وبدا عهد جديد لم يكن يتخيل اشد المتشائمين بان تسير الامور كما صارت ليتم هدم كنيستين وحرق الثالثة وثلاث مذابح مروعة من المقطم الى امبابة الى ان وصلنا الى مذبحة ماسبيرو هذا الحدث الأوضح من كل الاحداث من جهة سهول تحديد المسئول عنه فلدينا اكثر من نصف عدد الشهداء تم دهسهم تحت مدرعات الجيش المصري إذن المسئول عن المذبحة هو بشكل مباشر المجلس العسكري …
لنصل الى الكارثة المفجعة والمؤلمة بعد هذه المذبحة ان نرى لقاءات متكررة لقيادات كنسية وتنسيق متكرر بينهم وبين القيادات العسكرية وقناة مار مرقس المحسوبة بكونها قناة الكنيسة الرسمية وأبواق إعلامية مسيحية ورجال دين مسيحي يلقون اتهامات هنا وهناك من اجل ان يحملون اثنين من الآباء الكهنة مسئولية المذبحة الامر الذي تصدى له بقوة مثلث الرحمات قبل نياحته !!!! ثم بعد ذلك نجد الامور تزداد خطورة بعد سطو الاخوان واغتصابهم للثورة المصرية ووضع ايديهم وأقدامهم على كرسي الرئاسة يتبارى قيادات الكنيسة في عقد تحالفات معهم وزيارة لم يكن ليحلم بها مرشد الاخوان من راس الكنيسة وجميعنا يتذكر وعلى راس الجميع نيافة الأنبا ارميا المشرف على قناة مار مرقس والمسئول عنها وجامع التبرعات لها كم حاول المرشد العام مقابلة مثلث الرحمات ولم ينجح الا تحت مسمى زيارته للسؤال عن قداسته قبل النيابة بأيام ولم يكن ليحظى بصورة تجمعه بقداسة البابا المعظم …. ثم نجد من قيادات الكنيسة موقفاً اشد غرابة في إصرارهم على الاستمرار في لجنة تأسيسية مشبوهة بها برهامي وعمارة وحسان وغيرهم من رموز التطرف والتشدد رغم المواد الملغومة التي تأتي بها هذه اللجنة وشاركهم الازهر الشريف باقتراحه الخاص بحظر المساس بالذات الإلهية وكل ما في ذهن ممثلي الكنيسة هو تمرير المادة الخاصة بالأحوال الشخصية !!!!!! وليكن ما يكون …..
كنت اتمنى ويتمنى معي كثيرين ممن يعرفون تاريخ الكنيسة الوطني بان تمارس القيادات الكنسية الحالية دورهم الوطني التاريخي ويظل للكنيسة القبطية دورها الوطني في المحافظة على الهوية المصرية من الغزو الوهابي المتطرف الذي يتجرع منه أولادهم في السنوات الاخيرة وبدلا من عقد تحالفات وصفقات مع من تلوثت ايديهم بدماء أبنائهم !!! كنت اتمنى ان يحذوا حذو مثلث الرحمات الذي قدم تضحيات كثيرة في سبيل الشهادة لكلمة الحق ووقف موقفا بطولياً وقت محاولات نفس الإسلاميين الحاليين في سبعينات القرن الماضي ودفع ثمن موقفه هذا سنوات ابتعد فيها عن مقر كرسيه ولكنه كسب احترام العالم كله !!!!
ثم نأتي الى بعض المشكلات الاخرى التي يعاني منها الأقباط بعد الثورة المصرية وهي مشكلة خطيرة لم نراها من قبل فقديماً كنا نرى البطريرك يأتون به مقيداً لرفضه تحمل مسئولية يرى انه اضعف بكثير من تحملها !!!اما الان فنرى لوائح وقوانين كنسية يتم كسرها بل وتأويلها لتناسب مطراناً بعينه بل وتفسيرات على نمط ان الفترة تحتاجه !!!!!! ونجد محاولات رهيبة مخزية للتقرب من التيارات المتشددة والقيادات العسكرية لتقديم نفسه كرجل المرحلة الحالية حتى على حساب جرح مشاعر بناته امام المسئولين !!! واسقف اخر يفتح باب الكنيسة لتصوير مسلسل وتكريم أبطاله !!! وهذا اسقف ثالث يقول انه لا مانع من وجود آيات قرانية يتعلمها أولاده المسيحيين في اللغة العربية !!!! وهذا اسقف رابع يكرر مشهد ساذج عن الوحدة الوطنية لتلتقط له صورة مع اشد الشخصيات تشدداً في العصر البرهامي وكنت اتمنى لو فتح معه حواراً حول فتواه التكفيرية التي يعاني منها جداً أبنائه المسيحيين او لا يكون الامر مجرد صورة فقط واللي في القلب في القلب !!!!! بالحقيقة جزء كبير من مشاكل الأقباط بعد الثورة المصرية يتسبب فيه بعض قياداتهم الكنسية بكل وضوح وصراحة !!!!
اما وبعد ذلك يتم اختزال مشكلات الأقباط بعد الثورة في تصرف كاهن هنا او كاهن هناك ممن خرجوا للمطالبة بالحقوق ولقول كلمة حق فهذا ظلم لهم وزج بالقضية القبطية في طريق اللا عودة وعلى أتم استعداد لتحمل اي تحقيقات او تبعات لكتابة مقالي هذا على ان تكون كل التحقيقات معلنة للرأي العام كله ليس كالماضي الذي كانت فيه كل التحقيقات تجرى في غرف مغلقة ويتم قمع من جري التحقيق معه ومنعه من إظهار حجم الظلم الذي يتعرض له !!!!
الامر أيها الأحباء يتعلق بموقف يجب ان يتم اتخاذه في توقيت مناسب وأرجو الا يخرج علينا الأبواق الإعلامية إياها ويتهمونني باني أجرح في الكهنوت او ارفض طاعة القيادات فالأمر لا علاقة له من قريب او بعيد بالكهنوت وانما الامر يتعلق بالحقوق وبكلمة حق يجب ان تقال !!! فلا يمكن ان نطالب بحقوقها من الحاكم ونواجهه باهدارها ونحن بالداخل لا نستطيع الكلام والنطق بكلمة الحق !!!