شريف عارف يكتب : ” الحمار المتهم ” .. يقود الثورة المضادة
من المؤكد أن هناك ” حمار ” كان مشاركاً – بشكل أو بآخر – في حكم مصر على مدي عام كامل ..! وهذا لا يعني أنني اتفق مع ما قاله النائب المحترم زياد العليمي في وصفه للمشير حسين طنطاوى بـ ” الحمار ” ، ولكني مؤمن بأن هناك فعلاً ” حمار” ، وهو من النوع ” الوحشي ” الافريقي المنشأ .. ومبررات اعتقادي هذا واضحة ولا تقبل الجدال ، فعلي مدى عام كامل عشنا على ” وهم ” كبير سربه لنا المجلس العسكري ، وساهم في الترويج له حفنة من المأجورين والمرتزقة وفلول النظام السابق ، وهو وجود ” طرف ثالث ” يعبث بأمن مصر ، ويهدف الي الوقيعة بين الجيش والشعب ! علي مدى عام كامل ، والمصريين لاهم لهم سوي الحديث عن ” الطرف الثالث ” ، الذي اصبح يمثل عجيبة من عجائب بلد العجائب ، فالمجلس العسكري بأجهزته ومخابراته لا يعلم حتي الآن .. من هو ” الطرف الثالث ” ..كيف ؟ سؤال اصبح مللاً ، ومن يطرحه اما ساذج أو مضلل ! ” الحمار ” الحقيقي يقود الثورة المضادة منذ يومها الاول ، ولذلك فقد سمح للفلول بالتحرك ، ومنحهم الفرصة لتجميع خلاياهم وتدبير المكائد للثوار . وهذا ليس اجتهاداً شخصياً ولكنه حقيقية وواقع . ” الحمار ” هو الذي سمح بمرور مئات البلطجية الي ميدان التحرير في موقعة الجمل ، وعناصر الجيش تتابع الموقف ، وكأنها عناصر جيش دولة اخري .. وهو نفس ” الحمار ” الذي كان يعلم شخصية المخطط لهذا العمل الاجرامي .. “الحمار ” هو الذي ماطل في احالة قادة الفلول الي القضاء ، وتركهم يعيثون في الارض فساداً ، ويخفون ادلة ادانتهم ، ونظامهم الفاسد ، حتي اذا وجهوا بالجرائم .. تضيع الادلة ويخرج المتهم ” كالشعرة من العجين ” ! ” الحمار ” هو الذي سمح بان تهدر دماء المصريين وكرامتهم تحت عجلات المدرعات العسكرية في احداث ماسبيرو . وهو ما اشار اليه التقرير الصادر عن المجلس القومي لحقوق الانسان بقوله “كان المتظاهرون قد قاموا بنقل الجثامين التي تم دهسها إلى مداخل البنايات المقابلة للكورنيش فى ظل حالة من الذهول الشديد اثر بشاعة المشهد، في حين تأخرت سيارات الإسعاف فى إخلاء الجثامين والمصابين نتيجة الدهس من مكان الأحداث، حسب ما ورد فى أقوال الشهود، بينما أفادت وزارة الصحة فى بيانها أنها دفعت بست سيارات إسعاف لتأمين المظاهرة، ثم أضافت 18 إلى أن وصل عدد سيارات الإسعاف إلى 30، ورغم ذلك لم يكن عدد السيارات كافيا بالنظر للأعداد الغفيرة للمتظاهرين والمصابين ” ..! ” الحمار ” هو الذي سمح بتلويث سمعة الجيش المصري ، ودفعه الي مواجهة مع الشعب . وليس هناك أبشع مما تناقلته شاشات الفضائيات العالمية حول الانتهاكات الجسدية ، والقاء الجثث بجوار صناديق القمامة ..وكأنها ليست جثث لشباب مصر ، وانما جثث من “معسكر الاعداء” .. ان التاريخ لن يغفر ” للحمار” الذي سمح بمثل هذه الجرائم ضارباً بالتقاليد العسكرية المصرية عرض الحائط ، ومعيداً للازهان ، أبشع صور القتل التي نفذها ” حمير ” من قبله ، عندما القوا جثث الثوار في النيل .. هذا ” الحمار ” هو الذي دفع الي مذبحة ” بورسعيد ” ،وهو الذي سمح بتحريض الاعلام لقتل المزيد من الابرياء ، ولم يفكر للحظة في وقف هذه الموجة ” التحريضية ” ، لان هدفه هو اراقة المزيد من دماء المصريين .. هذا ” الحمار ” ..لابد من محاكمته ، وقبل ان نحاكمه علينا أن نسأل انفسنا .. لماذا كل هذا السكوت على أفعاله ..؟!