مظهر ونوارة والقاضى
فراج إسماعيل | 13-01-2012 15:19
مظهر شاهين.. شيخ جامع وإعلامي ورد اسمه في التحقيقات مع المتهمين في أحداث مجلس الوزراء. أيا كان مظهر.. شيخا أو خطيبا للثورة.. فشأنه أمام القضاء لا يزيد عن أحد، لكنه فاجأنا بأن القاضي قال له “إذا أردت يا شيخ أن تتم التحقيقات في مسجد عمر مكرم أو ميدان التحرير علانية أمام الناس فأنا ملزم بذلك”. موقع “اليوم السابع” ينقل عن الشيخ مظهر شاهين أنه رفض ذلك وأصر على استكمال التحقيقات داخل مقر القاضي لأن القضاء يؤتى إليه ولا يأتي لأحد. يا سلاااام.. أي قاض هذا الذي يتنازل عن هيبة القضاء فيردها له الشيخ مظهر؟! شاهين حالة تستحق الوقوف عندها.. ليس وحده بل هناك شيخ آخر يحل مكانه أحيانا خطيبا للجمعة في ميدان التحرير، وأثناء أحداث مجلس الوزراء كان يحرض الناس على الخروج من بيوتهم والانضمام للمتظاهرين. تحريض الشيخ أكثر تأثيرا بمليون مرة من تحريض نوارة نجم وممدوح حمزة وأيمن نور وطارق الخولي إن أثبتت التحقيقات أنهم حرضوا وقدم بعضهم أموالا. ومن حق وزارة الأوقاف كجهة يتبعها شاهين وظيفيا أن تحيله للتحقيق العاجل في البلاغ المقدم ضده بالتحريض ضد الجيش والشرطة من داخل مسجد عمر مكرم. التحقيق لا يعني الإدانة ولكن الوصول إلى الحقيقة وتبرئة ساحته إذا تبين أن الاتهامات والبلاغات مرسلة ولا دليل عليها. لكن الجبهة الحرة للتغيير السلمي هددت بتصعيد الموقف سياسيا وشعبيا إذا لم تسحب وزارة الأوقاف قرارها. واعتبرته جزءا من “محاولة تصفية الثوار”، التى شملت الزج بأسماء، الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل للرئاسة، والاستشارى ممدوح حمزة، وطارق الخولى القيادى بحركة 6 أبريل –الجبهة الديموقراطية – والناشطة السياسية نوارة نجم. ويقول بيان الجبهة إن” ملاحقة مظهر شاهين إهانة للثورة كلها وليس لشخصه فقط حيث كان ولا زال خطيب الثورة وأحد عناصر الاستلهام لثورتنا المجيدة وأحد الرموز الدينية الوسطية للثورة”. أي ملاحقة.. أمر خطير كهذا ورد في التحقيقات لا يجب تركه خضوعا للتهديدات، فجامع عمر مكرم ليس تكية لمظهر شاهين يفعل فيها ما يشاء. الاستهتار بهيبة مؤسسات الدولة لا يكتفي بالجيش والشرطة لكنه لا يتورع عن الحط من شأن المؤسسة القضائية. فإذا كان القاضي سيترك مكانه ليحقق مع شاهين في المكان الذي يريده الأخير، فإن نوارة نجم استخدمت ألفاظا لا تليق.. نعم شاهدنا فيديو يصورها أثناء أحداث مجلس الوزراء تقول عن جندي أخذه بعض المتظاهرين “عالجناه علشان يتمر في دين اللي خلفوه”!.. لكنها في اتصال على الهواء مع قناة الجزيرة تجاوزت الحدود باستدعاء كلمة مهينة للقضاء من قاموسها غير المتحفظ بوصفها له بأنه “مدلدل” لسانه!.. إذا كان عيبا أن يقول رجل هذه الكلمة.. فعيب جدا أن تنطقها فتاة أو سيدة. وهنا نتفهم لماذا بادرت مذيعة الجزيرة بقطع الاتصال وأحمر وجهها خجلا! لماذا تتسم بعض الثائرات المصريات بهذا القدر من التحريض والردح والبذاءة؟! ممدوح حمزة سافر للخارج فجأة مستبقا جهات التحقيق بحظر سفره، وكان أكثر غرورا واستهتارا بقوله إنه لن يستكمل التحقيق عند ذهابه إذا تبين له أن الذين ذكروا اسمه هم بعض البلطجية الذين ألبسوهم ثوب الثورة!